رحمك الله يا زهرتنا..

الخميس، ديسمبر ٢٨، ٢٠٠٦

رسائل إليها


سيدتي صار حبك هوائي الذي أتنفسه فلن أعيش بغيره أبدا
سيدتي حينما خطوتي بقدميك فوق أرض قاحلة أزهرت و أخضرت و صارت جنانا ,...هل تعلمين أن هذة الأرض قلبي؟
سيدتي صار حبك نورا أضاء قلبي ليرسم علي وجهي أبتسامة رضا و سعادة لم يعلم معناها من لم يعرف الحب

الاثنين، ديسمبر ٢٥، ٢٠٠٦

الدنيا.....صدق فيها قول رب العالمين

صدق قول رب العالمين إذ أقسم بأن من أحبها أستعبدته و من أحبه هو و تركها جعلها في يديه و في خدمته
سامحني يا رب

الأحد، ديسمبر ٢٤، ٢٠٠٦

ليست هي


حطمتني بكل ما تملك من قوة
و لم تكن كلماتي و توسلاتي و نظراتي كافية
لم يشفع لي لديها أني قد بحت لها بأنها و أنها هي وحدها من علمتني الحب
و لم تسعفها الذاكرة في أن تذكر أي شئ عما قالته لي يوما
فقط قذفت بي بكل ما تملك من قوة لتقضي على ما بقي في من قلب
فلأبقى عمري أداوي جرحا لن يلتئم

السبت، ديسمبر ٢٣، ٢٠٠٦

قلب مطمئن


قلب يمنح كل الناس من خلال علاقته برب الناس

حقيقة


حينما تضطرب أمامنا مياه البحيرة
نرى وجهنا المعكوس علي صفحاتها وجها أخر

في زمن التيه


لا نعرف حقيقة الأشياء و لا تعرفنا هي أيضا
نضل السبيل إلى ما نبغي أم أننا لا ندري ما نبغي حقا
نسأل أين الحقيقة و أين السراب و هل نحن بأيدينا نُحرك ....أم تحركنا الأشياء

الاثنين، ديسمبر ١١، ٢٠٠٦

هل ستحافظين علي قارورتي؟؟


كان قلبي دائما و لا زال قارورة رقيقة الجدار تحوي بداخلها حباً ...بل حباً كثيرا, و لأن قارورتي سهلة الكسر وضعت حولها حصونا قوية-ظننت أنها قوية- لأحميها من نوائب الدهر لأضعها في النهاية بين يدي من تحبني و أحبها و للعلم لم يكن الأمر في البدء كما هو الآن ...فقارورتي كانت محفوظة في صندوق زجاجي, يستمتع برؤيتها كل من حولي, و ذات يوم طلبت مني أحداهن أن أخرجها لها لتراها عن قرب, قلت لها و لكن سيدتي كوني حريصة جدا فهي سهلة الكسر كم انها ليست للهو ...اجابتني لا تقلق مدت يدي داخل الإناء و اخرجت لها قلبي دون أن أكبدها محاولة أن تجرح يدها إذا ما حاولت أن تأخذ القرورة عنوة ,أخذتها و أحكمت عليها يديها في زهوٍ -أنها نالت تلك القرورة- ذكرتها أنها لم تأخذها إلا بحقها و وعد أن تعيدها مكانها قالت أتركها معي قليلا ...ضحكت ..رقصت .. ركضت و أنا خلفها قلقاً. سقطت من بين يديها ...نعم سقطت. تناثرت أشلائي ..رحت أجمع حبي و قطعا صغيرة من قرورتي ..طوال الليل و علي أضواء القمر المعكوسة في حبات دموعي .و ما أن انتهيت- بعد وقت طويل- من جمعها نظرت في عينيها فلم أجد سوى حزن طفلة كانت تلهو بلعبة فقدتها ليس أكثر.عدت فصهرت قارورتي في بوتقة الصبر و الأيام حتى أعدتها قارورة مرة أخرى حاولت أن لا يظهر عليها أنها قد كسرت من قبل و ظننت وقتها أنها عادت كما كانت دون أن أدرك أنها لم تعد .هذة المرة و ضعت قارورتي في صندوق زجاجي داخل صندوق خشبي ...و ليس ببعيد عادت أحداهن تلح علي أن أريها اياها, قلت لها هذة المرة لي شروط و وضعت من عقلي شروطا و أخبرتها أن كل شئ لابد أن يتم وفق خطوات قبل أن أسلمك أياها لم تكن تلهو او كانت لم اعلم حتي الأن و لكن هناك ما حطمني مرة أخري سواء كان بيديها ام لا فلن أظلمها ... و لكن حطامي كان هذة المرة أقل تناثراً فلملمته في هدوء و دون دموع فلقد كنت أنا من رسم خطوط كل شئ و عدت إلي بوتقتي من جديد لأصنع قارورتي مرة ثانية, و قد أدركت أنها لم تعد كما كانت من قبل في اول الامر, و انها لم تعد في شفافيتها التي كانت عليها من قبل هذة المرة وضعت قارورتي في صندوق زجاجي بداخل صندوق خشبي بداخل صندوق حديدي قائلا لنفسي هذة هي فرصتي الأخيرة فلن أترك قارورتي هذة المرة عرضة للكسر و لن أخرجها لأحد قبل أن أتأكد أن كل شئ معد و أن الأجواء المحيطة سانحة لكي أخرجها ,و لمن فقط تستحق. جائت أحداهن هذة المرة كانت مختلفة لم تطلب مني و لكنها كانت الفاعل بدأت في صهر الحديد و ثقب الخشب بسهولة لم تستطع معها دروعي الصمود و حراسي لم يروها كانت تتحرك كعبير الزهور ينفذ في المكان دون أن يرى و لكننا ندرك أنه موجود ,و ما ان وقفت امام الصندوق الزجاجي لم يكن يكفيه منها سوى نظرة ليتهاوى. أمسكت بالقارورة بين يديها و أنا في أستسلام- فلم يعد هناك أي مقاومة- و لكني نظرت في عينيها متوسلا بنظرات الحيران أن تحذر فإنها فرصتي الأخيرة ليكون لدي قلب

الأحد، ديسمبر ٠٣، ٢٠٠٦

لأول مرة... بعد فترة طويلة

حرية


لم أكتب منذ فترة....لا أعلم حقا منذ متى؟
و لكني أعلم أني تركت عقلي في مكان ما علي الشاطئ
و اسبح هنا خلف مشاعري
فما أجمل و أخطر معاً
أن استنشق هواء الحرية من غير قيود العقل
..

الجمعة، نوفمبر ٢٤، ٢٠٠٦

غابت الطفلة


غابت الطفلة عني يوما فتساءلت أين هي؟ و قد كان لها وعدٌ أن ستبقي
و هل تذكرُ يوم قلتُ لها أخشى أن أعتاد بسمتكِ كُلَ صباح
قالت لا تقلق.. سأكونُ معكَ كالشمس كل صباحٍ علي موعد
و لكنها غابت يوما.. ولم تشرق بعد

الأربعاء، نوفمبر ٢٢، ٢٠٠٦

علمتني التجربة

علمتني


أن أرفع ثوبي قليلا حتي لا يدنسه دنس الطريق

كل ما يجعلنا نجلس في الظلام بعيدا عن أعين الناس فهو الخطاء

الحب ليس حالة تجمع بين قلب فتى و فتاة ...بل هو حالة تجمع في قلب الإنسان كل ما هو جميل

الدنيا ليست كما نراها لأننا لا نراها إلا من خلال نظارة

صديقي الحقيقي ليس فقط من اجده وقت أن احتاجه بل و من يجدني و قت أن يحتاجني أيضا

كم قسونا علي أنفسنا أكثر مما قسى عليها الأخرين...فهوينا

الشمس التي تشرق هي ذاتها التي تغرب و لكن كل منا يراها بطريقته

الثلاثاء، نوفمبر ٢١، ٢٠٠٦

لا تيأس

غدا ستشرق الشمس

حينما يعلوا ملامحنا بعض من يأس تأتي كلمات من أعماق قلوبنا مصحوبة بضوء من خارج عالمنا لتهمس
لا تيأس فغدا ستشرق الشمس

السبت، نوفمبر ١٨، ٢٠٠٦

صرخة فراق

حسام أخر


مع صباح يوم جديد -كعادتها- ترسل الشمس أشعتها المشرقة لتطل الهوينى علي منزل قديم صغير الحجم.. تفتح نوافذه و تعلن بدء يوم آخر
و بمجرد أن تتسلل أشعة الشمس من نافذة غرفة حسام حتى يفضحها اللمعان الذهبي المنعكس علي خيوط العنكبوت التي تعلوا إحدى زوايا النافذة
و في نفس اللحظة يأتي صوت متعب أنهكته الحياة لينادي بخيبة أمل يعلوها بعض الضجر
- "حسام ...حسام... استيقظ يا ولدي.. ستتأخر عن الحصة الأولي كعادتك... حسام ... لم أعد أحتمل أكثر من هذا فكل يوم نفس المأساة."
يدس حسام رأسه في وسادته متصنعا النوم ,متمنيا أن تلتهي عنه والدته في شأن من شؤون المنزل.. ولكنه ما إن يسمع وقع خطواتها تقترب من غرفته حتى يقوم من علي فراشه مسرعا ;فلازالت أثار عقاب والدته علي قدميه بسبب تأخره عن المدرسة تؤلمه منذ اليوم السابق
تفتح الأم الباب فتجده أمامها.. و قد تدلت رجلاه الصغيرتان من أحد جوانب الفراش.. تحني الأم رأسها في حنو وتبتسم ابتسامة الشعور بالذنب ;فلقد علمت أن ما أيقظ ولدها اليوم هو أثار ما فعلته به في اليوم السابق
تقترب منه أكثر هذه المرة لكي تحتضن رأسه الصغير ,و تداعب شعرة البني بيدها و تقول:
- "أنا لا أريد إلا مصلحتك.. كي تكبر و تتعلم و تصير طبيبا أو مهندسا ليسعد بك والدك حينما يعود ,ولكي تعوضنا عما نحن فيه."
تكمل حديثها معه و قد احتضنت راحته الصغيرة بين راحتيها و تتحرك معه ببطء... "ولماذا لا تسافر مثلا وقتها إلي الخارج ,أو حتى علي الأقل إلي أي دولة من دول الخليج و ترسل لنا أنا و أبوك فنعيش هناك سويا؟"
كان حسام يتحرك معها في سلاسة ويسر وهو مطلق لخياله العنان يمتطيه.. فيرى نفسه و هو ينزل من سيارة فارهة ,و يحمل حقيبة رجل أعمال.. واضعا نفسه مكان البطل التلفزيوني الذي طالما شاهده في التلفاز في مسلسلات رمضان
يحلم أنه إذا أصبح مهندسا سيبني مدينة سكنية باسم أمه ,و أخري سيضع عليها اسم معلمة التاريخ ;فهي الوحيدة بين كل معلمي و معلمات المدرسة -بل كل العاملين في المدرسة- التي تعامله بحنان ,في حين لم يفلت مرة من أن يتذوق عقاب الآخرين بشتى الصور.. البدني و النفسي.
يفيق من أحلامه بعد أن غسلت له أمه وجهه بالماء طالبة منه أن يكمل خطواته استعداده المعتادة للذهاب إلي المدرسة ;لتدخل إلى المطبخ الصغير -و الذي لا يسمح إلا بتحرك شخص واحد بداخله- لتعد له وجبة الإفطار.. والتي لا تحوي سوي قليل من الجبن ,وقليل من البيض ,ورغيف خبز.. وتعد له نصف رغيف آخر لكي يتقوى به علي جوع يوم دراسي طويل: من الثامنة صباحا و حتى الثالثة ظهرا.
تخرج الأم حاملة الفطور صغير الحجم ,والذي يتناسب مع بساطة حياتهما..
فوفاء -أو أم حسام كما يناديها الجميع- لم تكن سوى سيدة في التاسعة و العشرين من عمرها ,تزوجت بنضال -أو أبو حسام كما يناديه الجميع وكما يحب أن ينادى- والذي يكبرها بخمس سنوات.
أبو حسام وأم حسام أولاد عم لعبا سويا حينما كانا صغيرين وتشاركا الأحلام.. و لما شبا تشاركا الحب
فنضال هذا الشاب اليافع لم يكن يختلف كثيرا عن أبناء وطنه ;فهو علي الرغم من شبابه كان يحمل هموم وطن لم يكتمل ولم يكتب له من الأزل أن يصير وطنا.. ولكنه تميز عنهم ;فلقد كان متفوقا في دراسته و أخلاقه و تفاؤله.. وكان يأتي كل يوم بحكاية جديدة لا يحكيها إلا لوفاء.. عن كيف صار يومه ,وكيف قام هو و الشباب بعمل بعض من الشراك هنا و هناك ,وكيف قتلوا جندي و أخذوا سلاح آخر.. وحكايات أخرى
ووفاء تسمع بشغف و يرقص قلبها طربا لبطلها الشاب
ولما تقدم أبو نضال ليطلب يد ابنة أخيه لإبنه لم يكن هناك ما يمنع ;فبساطة الحياة والتطلعات تجعل من أحلام نضال ووفاء في أن يكونا معا أمرا ممكنا
و تشاركا البيت مع حسام الذي لم يكن في ذاكرتهما وقتها حسام واحد ;فلقد حلما أن ينجبا من الأولاد عشرا.. ولكن إبعاد نضال بعد عام وشهر من الزواج لم يمكنهما من أن يحققا أيا من الأحلام
و لم يبق لهما سوى مكالمة تليفونية واحدة كلما سمحت الظروف.. تتحدث فيها دموعهم أكثر مما يتحدث اللسان.. وتتردد فيها نفس المفردات كل مرة.. غدا ,قريبا ,والحمد لله بخير

وفاء -التي تفصل بينها وبين نضال والأهل حدود داخل الوطن و حدود خارجها- لم يبق لها لتكسب قوتها سوى قليل من مال يرسله لها الأهل مع أحد منهم أو مع أي شخص يستطيع أن يخترق الحدود.. والقليل من الملابس التي تحيكها للجيران

حسام -الطفل ذو الثامنة من عمره- يحمل حقيبته المليئة بالكتب فوق ظهره لتزاحم حقيبة همومه التي لا يحملها فوق ظهره فقط ;بل في رأسه و قلبه أيضا.. حنينه لأب لم يحمل له في ذاكرته سوى تلك الصورة المعلقة علي الجدار في غرفته الصغيرة , كم تمني أن يكون له أب يخرج معه في العطلات.. ويشترى له الحلوى أثناء عودته من العمل.. ويصلي معه الجمعة في المسجد الكبير.. ويوم العيد يختلط تكبيره بتكبيره و هما يمشيان سويا يدا في يد إلي الساحة الكبرى

يتحرك حسام في اتجاه مدرسته عبر طريق وعر يمر بحطام منازل كانت تحمل يوما أحلاما و ضحكات أهل ماتوا تحت أنقاضها.. وآخرين أجبروا على تركها ليسكنوا الخيام
و يمر علي طريق مقطوع وأسلاك.. ويصعد تلة و ينزل أخرى حتى يصل إلى مدرسته التي تبعد ثلاثا من الكيلو مترات.. و يستغرق ساعة كاملة حتى يصل إليها
حقيقة كان معه الحق ;فيكفيه معاناة الطريق لتجعل طفل مثله يكره الذهاب إلى المدرسة.. فضلا عن أن حسام -الطفل العنيد- كثير الحركة برأسه الملأى بكافة الخطط الجهنمية.. فيصنع مقلبا في هذا أو يخدع مدرسه ذاك.. وبالطبع لم يكن حسام من الأطفال الذين يقومون بأداء واجباتهم المدرسية بسهولة حتى مع العقاب المتكرر, و كذلك لم تكن أمه تطلب منه أن يشترى لها شيئا من حاجياتها من السوق ;لأنها تعلم النتيجة مسبقا.. فإنه سيخرج نعم ,ولكنه لن يعود قبل ساعة ويداه خاليتا الوفاض من المال ,ومن الحاجات أيضا ;فقد ينفقها علي شراء الحلوى ,أو يخسرها في بعض مراهنات الصغار أثناء لعب الكرة ,أو تضيع منه في الطريق لتسكعه هنا و هناك.. فلربما كان حنان أمه البالغ في سنوات عمره الخمس الأولى ,وغياب الأب المسيطر هو ما جعل منه حسام

يصل حسام إلى مدرسته بعد رحلة عناء ليفاجأ بأمر غريب.. ففناء المدرسة خال من التلاميذ!
وتزيد ضربات قلبه الصغير
كيف تأخر؟! فلقد نزل اليوم مبكرا.. ولن يكون هناك مجال لعقاب أخر.. ولذا قرر أن يتحرك مسرعا محاولا أن يخترق الفناء دون أن يراه أستاذ محمود
و لكن ما إن يلمحه الأستاذ محمود حتى ينادي عليه: "حسام.. حسام.."
يحاول حسام أن يتصنع عدم السماع فيكمل طريقه مسرعا إلي الفصل ,ظنا منه أن هذه الحيلة ستفلح ,ولكن أستاذ محمود ينادى عليه: "حسام انتظر..فالدراسة معطلة اليوم."
لم يتوقف حسام إلا بعد أن كان تحرك خطوات ;فلم يكن متوقعا أن يسمع كلمة الدراسة معطلة
يتوقف للحظات و يدير وجهه شطر أستاذ محمود الذي أتي نحوه مسرعا ليكمل له: "حسام.. الدراسة اليوم معطلة بسبب تحذيرات العدو بقصف صباحي للمنطقة.. و من المحتمل أن يحدث اجتياح بري للجزء الغربي للمخيم.. ولذا عليك أن تعود مسرعا ولا تتسكع هنا أو هناك.. حسام هذه المرة اجتياح."
يقف الطفل مظهرا الاهتمام محركا رأسه لا إراديا من أعلي إلي أسفل بالإيجاب وهو يسمع هذا الكلام ,ومن داخله يصرخ فرحا.. لقد تعطلت الدراسة و لن يسألني أحد علي الواجبات.. و يالها من فرصة عظيمة لأتجول مع رفاقي في الطرقات ;لنرشق سيارات الصهاينة ببعض من الحجارة و نجري هنا وهناك.. ولن تغضب أمي ;فهي بالطبع لن تعلم متى خرجنا من المدرسة.. وحتى لو علمت فالعودة في هذى الظروف الخطرة قد تجعل تأخري شيئا منطقيا

و بعد أن أنهي أستاذ محمود كلماته.. اتخذ حسام طريقه مسرعا ولكن في الاتجاه الآخر نحو باب المدرسة و رأسه ملأى بالإثارة
يتحرك حسام عبر دروبه وطرقه الضيقة والتي يعرفها جميعا
وفجأة تبدأ أصوات الطائرات المروحية في الاقتراب ,ويسمع بعض أصوات الانفجارات تأتي من الناحية الغربية للمخيم.. فيزيد حسام من سرعته
و ما إن يصل إلى ناصية الشارع الرئيسي حتى يجد بعضا من النساء و الشيوخ يجرون في اتجاه واحد فيعرف أنه قد وصل إلى مبتغاه ,وأنه في الاتجاه المقابل لهذه الحركة سيكون المكان الذي يدخل منه جنود العدو بريا.. وقبل أن يتحرك سمع صوتا يعرفه جيدا يهمس له: "حسام.. حسام.."
فنظر حسام خلفه مسرعا قائلا: "خالد..هل ذهبت إلي المدرسة أيضا؟"
- "نعم.. ولقد رأيتك أثناء عودتك مسرعا ,ولكنني لم أستطع أن ألحق بك.. و لقد ناديتك كثيرا.." يلتقط الصغير بعضا من أنفاسه ليكمل.. "ولكنك لم تسمعني.. المهم.. ماذا سنفعل؟"
ينظر إليه حسام بنظرة ثقة وتعود: "مثل كل مرة.. سنناضل ونحارب العدو."
- "إذن فلنترك حقائبنا هنا ,ونذهب لنجمع بعض الذخيرة (الأحجار) حتى نستطيع أن نتحرك بسرعة وخفة.. و حينما تنتهي المعركة نعود لنأخذها قبل العودة إلى المنزل."

بدأ الصغيران في تنفيذ الخطة ,وانشغل كل منهما بجمع أكبر عدد ممكن من الأحجار.. وتحركا في اتجاه أصوات الطلقات.. وما إن اقتربا حتى وجدا بعض الصغار والشباب وقد سبقوهما إلى المكان.. وعلي مرمى البصر بعض إطارات السيارات وقد أضرمت فيها النيران ووضعت في منتصف الطريق.. ومن خلف هذا الدخان القاتم تقف بعض سيارات (الجيب) الخضراء مفتوحة الأبواب حيث يحتمي جنود الصهاينة وهم يطلقون النيران
يحني حسام و خالد رأسيهما و يتحركان بسرعة خلف بعض البراميل المعدنية علي جانب الطريق ,والتي يختبئ خلفها بعض من الصغار.. وبمجرد أن تتوقف طلقات الرصاص ;إما لإعادة ملء خزائن البنادق أو للتقدم للإمام.. يتحرك الطفلان عرضيا إلي منتصف الطريق ليناضل كل منهما بحجره..ومن غير بعيد يأتي بعض الشباب الملثمين ,وبيدهم بعض الرشاشات الخفيفة.. وما إن لمح أحدهم الطفلين حتى جري نحوهما صارخا: "عودا يا شباب.. ستكون هنا معركة حقيقية ,وسيلحق بنا بعض من شباب المخيم.. لذا عليكم أن تعودوا ;فهذه المرة المواجهة مختلفة.."
ينقطع الصوت و ينقطع صوت كل شيء ,ولا يبقي سوى عيني حسام ليرى الدنيا بهما وكأنها تدور.. ويرى أفواها مفتوحة ,ولكنه لا يسمع صوتا.. وبعد دقائق يسمع صراخا ,ويجد نفسه -وبجواره خالد- وقد وضعهم أحد الشباب في زقاق جانبي.. ولا يسمع إلا كلماته المكررة "عودا فورا"
وتعبر من أمام عينيهما دبابات ,وبعضا من سيارات الجيب
ثم يعود الشاب الملثم لمخاطبة حسام وخالد: "هل تعرفان طريقا خلفيا لمنزليكما؟"
فيجيبا سويا بإيماءات من فرط ما هم فيه من خوف ;فلم يسبق أن كان الموت قريبا منهما كما هو في هذه اللحظات
ينهض حسام بصعوبة بالغة بعد أن تخشبت قدماه ,و يمسك بيد خالد ويتحركان في ذعر ;فبالفعل لقد كان اجتياح.. دبابات ,وآليات ,وعدد من الجنود أكبر من سابق العمليات التي يقوم بها العدو باستمرار لإبعاد أو اعتقال أو حتى اغتيال
يجري حسام جارا وراءه خالد الذي كان لايزال متخشبا من فرط الذهول.. تدوي من خلفهم أصوات انفجارات وطلقات متقطعة تأتي من عدة مفارق.. يجري حسام وهو يسمع أصوات صرخات من أماكن شتى.. ثم يقوم بتوصيل خالد إلي أقرب شارع لبيته ,ويقف للحظات.. يتذكر حقيبته ,وكتبه ,وكيف سيعود بدونهما إلى أمه.. أمه التي اجتهدت وتعبت حتى تدفع له مصاريف الكتب والكراسات ولتشتري له هذه الحقيبة
يتردد.. يفكر في أن يعود ليأتي بها.. بل ويتحرك خطوات في طريق العودة.. ولكن أصوات الطلقات لازالت تدوي
وبلا تفكير.. إنها الحياة
يعود مسرعا في تلقائية إلي طريقه للمنزل.. يتحرك بين الدروب وبين البيوت بسرعة ;فلقد كان يعرف جميع الطرقات ويحفظها عن ظهر قلب
و في الطريق يسمع أصوات الطلقات ,وقد بدأت تقل الهوينى ,ولم تعد متواصلة كما كانت ,وحل محلها أصوات سيارات إسعاف تنطلق في الشوارع مسرعة
يقترب من محيط منزله.. ولكن هناك شيء غريب ;فالمنطقة تبدو وكأنها ليست هي.. لقد تعرضت للقصف
فهذا منزل عائلة صديقه أحمد وقد تهدمت أجزاء منه ,وها هي أم أحمد وأولادها يبحثون في الحطام..
لقد تغيرت الصورة التي تركها في الصباح.. يتحول عن الجري ليمشي بخطوات مسرعة.. ينظر إلى اليمين.. إنها أم حبيبة.. و ما هذا؟! إنها حبيبة الطفلة ذات الخمس شهور وأمها تقلبها بين يديها وتناديها في صوت مكلوم: "حبيبة..حبيبة ..."يعلو صوت أم حبيبة
تضم حبيبة إلى صدرها.. تحاول أن تحركها.. تقرب منها وجه ابنتها النائم في سكينة وتحاول أن تهب لها من أنفاسها حياة أخرى.. ولكن حبيبة لا تزال نائمة في راحة ما بعدها راحة.. في حين أن نيران الألم تنهش من قلب الأم المكلومة.. تبوء كل المحاولات بالفشل
ترفع أم حبيبة يديها إلى السماء وتصرخ: "يا رب.. يا رب.. لك يا رب.. أنت وهبت.. وأنت أخذت
ودموع أم حبيبة في عين حسام تجري منها أنهار.. وحسام لا يعرف ماذا هناك؟
لا زال يمشي.. تحركه قدمه التي تعرف الطريق وهو في ذهول.. ينظر يمينا و يسارا.. حطام مباني وحطام الأحلام.. وشباب ينادي: "تعالوا هنا تحت الأنقاض أحياء."
يصل حسام إلي بيته ,ولكنه لم يلحظ التغير في الدور الثاني.. يصعد درجات السلم مسرعا.. يجد الباب مفتوحا.. لم يدرك أيضا هذا التغير.. كان هناك بعض الغبار العالق في الجو
ينادي بصوت خائف : "أمي..أمي.."
لم يسمع شيئا.. ينادي بصوت أعلى وتلهث أنفاسه: "أمي..أمي.."
يبحث عنها في المطبخ.. يتحرك نحو غرفتها.. يعود إلي الردهة
يتخيل أنها قد تركت البيت وأنها تخلت عنه.. وأنه أصبح وحيدا
ينادي بصوت خنقته العبرات: "أمي.. أين أنت؟"
يتحرك ببطء نحو غرفته
الغرفة مضاءة بشكل ملحوظ إثر فوهة في الحائط.. و لايزال الغبار عالقا في المكان
ينظر تحت قدميه.. يتوقف كل شيء.. تتحجر قدماه وتتوقف أنفاسه
إنها تحت قدميه.. ينظر إلي عينيها.. يراها تنظر إليه.. يتحرك ببطء نحو رأسها.. يجثو علي ركبتيه.. لا يشعر بما أصابهما من بلل من الدماء.. يحمل رأسها فوق فخديه وينادي: "أمي.. أمي.. استيقظي فلقد عدت يا أمي.."
يقولها وقد ملأت عينيه الدموع
"أمي لا تتصنعي النوم كما أفعل معك كل صباح."
تتساقط عبراته علي وجهها..فيسرع بيده ليمسحها
أمي.. لا تغضبي مني ;فسأذهب لأعود بحقيبتي."
يعلو صوته ونحيبه تدريجيا
"أمي.. سأذهب إلى المدرسة كل صباح دون معاناة."
و تتسارع الكلمات "وحاجيات السوق سأقضيها.. سأقضيها كلها.. ولن أضيع النقود.. جربيني فقط يا أمي.."
لا يشعر بالخطوات المسرعة علي السلم ,ولا بصوت سيارة الإسعاف التي أتت تحت المنزل
يدخل أحدهم.. يتحرك نحو أمه في سرعة.. ينظر إليه حسام نظرة الملهوف
يحاول هذا الشاب أن يفعل شيئا.. ويلحق به أخر فيسأله: "الحالة....؟"
يقوم الأول ليأخذ الثاني في جانب الحجرة.. ولازالت عينا حسام علي الأول الذي لم يفعل سوى أن حرك رأسه أن لا

يتجه الأول نحو حسام في عطف.. وحسام لا يدري ماذا هناك؟
يحاول أن يحمل حسام.. وحسام يتشبث بالأرض.. وبأمه ,ويصرخ : "أمي.. أرجوك يا أمي.. لن أعصيك بعد الآن..أمي....."

الجمعة، نوفمبر ٠٣، ٢٠٠٦

بلغة الطفولة

صورة حقيقية للأجندة


لم يكن يضاهي سعادتي الغامرة سعادة حينما وجدت دفتري المكون من اثنا عشرة ورقة وغلاف..الورق الداخلي كان مسطرا , أما الغلاف فكان ورقة بيضاء.. وكل هذه الورقات قصت علي شكل قلب كبير , و أنا من كان قصها بهذا الشكل.. و رسمت وقتها علي الغلاف قلوب.. كل منها داخل الأخر , بداية من الحد الذي قصصت عنده الورقة إلي قلبها.. حيث رسمت كلمة سنة يتوسطها رقم 95 علي شكل شمعة.. و قمت بتدبيس الورق من الناحية اليمنى.نعم كل هذه الخطوات تراءت أمام عيني كأنني أشاهد فيلما سينمائيا قديما..رفعت دفتري من علي الأرض و قد علاه التراب و أصفرت أوراقه و قد ثني بعضها بشكل أفقده جمال المنظر.. و لكن دفتري لا زال يحمل جمال الجوهر..يحمل ذكرياتي دفتري جزء مني فقدته يوما و قد عاد إلي..أسرعت فدسسته في جيبي ; فلم يكن الوقت مواتيا لأفتحه ; فلقد كنا جميعا منهمكين بنقل أثاث الشقة لمدينة أخري خارج القاهرة حيث ستوضع تلك المكتبة الضخمة التي طالما جلست عليها لأذاكر و أقوم بواجباتي المدرسية.. و التي أخفت خلفها -أيضا- هذا الدفتر لمدة وصلت إلى ست من السنوات..و حيث أنها كانت عصية علي التحريك فلقد كان قرار نقلها هو السبب الوحيد الذي جعلني أكتشف أين فقدت دفتري.بعد أن نقلنا الأثاث و حصلت علي قسط وافر من النوم , و قبله قسط أوفر من الطعام فتحت عينيِِ و غادرت سريري إلي أحد الكراسي في الغرفة حيث عادة ما أضع ثيابي في أي مكان.. أخرجت دفتري و قرأت
(الورقة الأولى)
بسم الله الرحمن الرحيم
سجل أهم حدث في الشهر في الورقة المخصصة
لهذا الشهر و حتى تكون ذكريات جميلة
و شكرا
نعم هذا ما كتبته لنفسي و كأنني أخاطب شخصا آخر..أعتقد أنني وقتها لم أكن أفكر في أن هذا الدفتر لي.. بل هو بمثابة دفتر كنت أود أن أجده في الأسواق و لذا فإنه يخاطب كاتبه.
الورقة الثانية:كلمة يناير تعلو يمين الصفحة و يدنوها خط صغير
بسم الله الرحمن الرحيم
إلي أعز صديقي : محمد
إني أتمني لك : مستقبل باهر و جميل
في عام 1995 و أتمنى لك السعادة
و التوفيق و كل سنة و أنت
بخير
أختك إيمان
(بشكل فورمه)
إيمان..نعم إنها إيمان ذات الحركة الدائمة , و الوجه الجميل , و الشعر المرسل..تلك الطفلة المتحركة النشيطة الضاحكة التي كانت لا تعرف معني للهدوء و لا للسكون.
الورقة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم (بين قوسين جميلين)
إلى صديقي العزيز محمد بعد التحية أرجو من كل قلبي أن تنجح
و تتفوقو أرجو أن تتفوق في دراستك و حياتك و كل عام
و أنت بخير
من صديقتك شيماء
نعم شيماء بنت الأستاذ حسن مدرس الرياضيات.. و الذي لم أكن أحبه علي الإطلاق -علي الرغم من كونه لم يكن يدرس لي في فصلي - و لكنه كان المدرس المسئول عن الشرطة المدرسية , و كان دائما غليظ التعامل..و قد ورثت منه شيماء تفوقا دراسيا..لم تكن شيماء في جمال إيمان.. و لكنها كانت مثال للطالبة المتفوقة الغيورة علي تفوقها و تجد في تفوقها آداتها في التميز .
شيماء و إيمان و أنا و آخرون كنا أطفالا في المرحلة الخامسة الإبتدائية.. نعيش ببراءة الندي و أحلام الطفولة..لم نكن مثل الأجيال الحالية التي لوثتها مسلسلات الكارتون العنيفة و الخيالية و المليئة بالتخاريف و لم نكن نعرف (الفيديو كليب) و ليس لدينا أجهزة كمبيوتر..كانت أحلامنا و رسومنا و دفاترنا هي حياتنا و تسليتنا..حقا لم نكن ملوثين.
دفتري كم أحب فيك الكلمات و هذا الحب الذي يخرج من بينها..حب نقي برئ..حب كتب "بلغة الطفولة".

الخميس، نوفمبر ٠٢، ٢٠٠٦

إنفصام الشخصية ....أزمة أمة

حينما نجلس سويا نتحدث عن أرائنا و وجهات نظرنا التي نتبنها في شتي المواقف المحيطة بنا نجد اختلافا بين كل منا و هذا الاختلاف نابع من اختلاف النموذج الإدراكي الذي يطل كل منا من خلاله علي ما يدور حوله من أحداث و مواقف سواء كانت أمور شخصية في إطارها الفردي و الأسري و في الدوائر المحيطة أو ما يدور علي المستوى العام و هذا الاختلاف اختلافا صحيا و ليس هو المقصود بانفصام الشخصية و لكن بعد أن نجلس و أن نتحدث أين يذهب هذا الكلام أين يذهب ما قلنا حينما تترجم أقولنا إلي أفعال (لا شئ ) فهؤلاء الذين يتكلمون هم غير أولائك الذين يفعلون و يتفاعلون مع المجتمع و هنا نجد انفصام في الشخصية بين ما نعتقد في صوابه و بين ما نفعله من سلوك منافي لما اعتقدنا و عندئذ تكمن المصيبة التي نعيشها و التي في حقيقة الأمر هي مصيبة الأمة الكبرى .فلننظر مثلا إلي من ينظرون من خلال النموذج الديني للإدراك و يضعون أنفسهم في مصاف المتدينين الملتزمين و إنهم يحكمون علي الأمور من خلال هذا النموذج الإدراكي الذي من المفترض هو سبيل الحكم عندهم علي كل شئ نجدهم في تصرفاتهم أكثر ما يكونوا بعدا عن ما يعتقدونه صوابا و أنا أتحدث عما يعتقدونه صوابا و ليس ما لا يعرفون صوابه من خطأه أو في خطاء ما يعتقدونه هم صوابا و لكني أتحدث عن ما يعتقدونه صوابا و لا يفعلونه و ما يعتقدونه خطأ و يفعلونه و بالقياس فإن هذه الآفة لا يخلوا منها احد فكذلك من يدعون الليبرالية أو أولائك الذين يدعون العلمانية أو حتى هؤلاء الذين ينظرون من نموذج الأعراف و التقاليد.
فالأصل هو أن تكون حياة الإنسان في صغيرها و كبيرها في شتي التصرفات بداية من أسلوب المشي في الشارع إلي اتخاذ القرارات الهامة في الحياة تتبع لنموذج واحد يحتزيه الإنسان و لكن أن يكون هذا النموذج مطاطا لا معالم له فعند الكلام شئ و عند الحكم علي الآخرين شئ أخر و عند الفعل شئ ثالث بل يختلف من فعل لأخر تبعا لمحرك أخر أكبر و أشد تأثيرا هو التبعية للهوى الداخلي للرغبات الحيوانية من حب البقاء و التكاثر و الشبع أو بعض الرغبات الإنسانية التي لا تختلف كثيرا عن تلك الرغبات الحيوانية كحب الظهور و الشهرة و السلطة .
فبدلا من أن يدخل الإنسان تحت نطاق الفكرة فيعيشها و يجسدها في حركاته و سكناته فإنه يوظفها و يستخدمها سواء كان يدري أو لا يدري . و تتنوع مظاهر هذا الانفصام و تبدوا جلية في مجتمع يعيش أكثر من ثلثيه علي أحسن تقدير تحت خط الفقر و يحمل 16 مليون نسمة من نفس المجتمع تليفون المحمول إيابا و ذهابا و ليس فقط بل من أحدث الموديلات و بتكلفة شهرية علي الحد الأدنى 35 جنية كل شهر للخط ثم نجدهم يتحدثون عن الفقر و الغلاء إذا فنحن أمام شيزوفرينيا سلوك لا يطابق واقع و ظروف و لربما كانت (الفشخرة) أحد دواعي و محركات هذا الأسلوب فالمشكلة لا تكمن في كونها تابعة للنموذج الإدراكي الذي يتبناه صاحبه و لكنها تابعة لنموذج إدراكي أخر خفي داخل كل إنسان فهو يعلم في قرارة نفسه خطاء الفعل في نموذجه الإدراكي المتبني و لكنه في حقيقة نفسه يفعله لأنه ينتمي إلي نموذج إدراكي أخر يحركه و تري هذا الرفض لنفس الفعل حينما يقوم به أخر تجده يوجه له الانتقادات اللاذعة بسخرية و يقول (أقرع و نزهي)! .
و حينما تسألت لماذا اختفت رموز الأمة في العصر الحالي علي الرغم من أنه على مر العصور كان هناك الرمز الديني و الرمز السياسي و الاجتماعي الذي يلتف حوله الناس وجدت الأجابه هو عدم وجود هؤلاء الصادقين المخلصين الذين يتحركون بكلياتهم في التصرفات و الأفعال في تبني فكرة و الدفاع عنها و تمثلها في الصغير و الكبير و من نماذج هؤلاء من الرموز الواهية الصحفي اللامع من أطياف المعارضة و الذي يوزع في جريدته أعدادا كبيرة يجلس في مكتبه المكيف بوسط البلد ليتحدث عن هموم أاكلي الزبالة و أطفال الشوارع و حتى في المظاهرة تجده يأتي يتحدث تصفق له العامة ينصرف تحميه رجالات الأمن و تحييه ليعود إلي بيته لينعم بطعام وافر و وسائد وثيرة يقلب شاشات الفضائيات ليبحث عن الحلقة التي سجلها لهذا البرنامج أو تلك القناة و غيره على شاكلته كثير ليقوموا بدور هزلي في المسرحة الكبري لكن ان يناضل أحدهم و يهب نفسه لنضاله و لفكرته و لنموذجه الذي يعتنقه فإنه المستحيل و لذا غابت الثقة و لم يعد عوام الناس يصدقون أحدا فالكل له غرض أخر غير الذي يعلن سواء كان بعلمه الواعي أو الاواعي و لكن أن نجد عمر بن خطاب أخر أو نجد غاندي أخر أو حتى هتلر أخر فلن نجدهم فكل هؤلاء كانوا يحملون الفكرة فوق رؤوسهم تحركهم و تلهمهم في كافة تصرفاتهم أم اليوم فهؤلاء يضعون الفكرة تحت أقدامهم يطوعنها كيف شاءوا لخدمة رغبات و دوافع أخرى فيخدع الإنسان نفسه ليوهمها بأنه في الجانب الصحيح و أنه ادي ما عليه بينما هو بفعلته هذة يقف في طريق هذة الأمة و لا يخلوا الأمر أحيانا من بعض المضحين من الذين خدعتهم تلك الصفوة البراقه الزائف بريقها فيداسوا هم بالنعال و ليكملوا الجزء الباقي من المسرحية الهزلية دون أن يدروا
أعتقد أنه أن الأوان لنا جميعا من أن نبدأ من جديد لنعرف حقيقة ما نحن عليه لنواجه أنفسنا بحقيقتها و أن لا نستتر وراء أوهامنا لكي نستطيع فعلا أن نتغير و حينما نتغير يجب أن يكون تغيرنا جزريا كاملا نتحرك فيه بكلياتنا عندئذ و عندئذ فقط نستطيع أن نعود إل ما كنا عليه يوما ما

الاثنين، أكتوبر ٣٠، ٢٠٠٦

ماذا أريد أن أكتب

بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة لا أعرف ماذا أريد أن أكتب..و لكن لابد أن أكتب حتي أعلم كيفية تنسيق مدونتي ,و كيف ستظهر المواضيع التي أنوي أن اكتبها يوما ما.لا أخفي عليكم أنني الأن تراودني أحلام كبيرة لتلك المدونة الوليدة.. و أنها في يوم من الأيام قد تصبح من أشهر المدونات العربية.. و لربما أفاجأ ذات يوم بمن يتصل بي يطلب لقاء صحفيا أو آخرا تلفزيونيا..و لربما تشير إلي مدونتي بعض المواقع العالمية كال(بي بي سي) و الجزيرة..إنها فقط مجرد أحلام.. و علي الأيام القادمة أن تثبت إن كانت مجرد أوهام أم واقع يمكن تحقيقه.نعم يمكن تحقيق ما أرنو إليه.. فليس الأمر بالمعقد و لا المستحيل من حيث الجوانب الفنية.. و لكن لكوني العامل الأساسي في المعادلة ,و القادر علي إنجاحها.. فعند إذ تكون جميع احتمالات الفشل متاحة