رحمك الله يا زهرتنا..

الثلاثاء، أغسطس ٢٨، ٢٠٠٧

ورقة شجر



قالت لها أتركيه ... سيسقط كما تسقط اوراق الشجر الصفراء حينما تجف الارض . و لكن عليكي إحكام إغلاق الماء حتي يسقط, كعضو لم يعد له فائدة..........سكتت لحظات, تخيلته ورقة الشجر التي تسقط أمامها عبر النافذة....قالت لها معك حق........وضعت سماعة التليفون .....أزيز تليفونها المحمول- الملقي علي حافة السرير - و أضاءة شاشته لم تكن لتلفت إنتباهها ......ذهبت لتأخذ حماما باردا قبل أن تلتقط مفاتيح السيارة بعد أن أرتد ملابسها و قفاذها الأبيض .....صوت فيروز يعلوا من جوانب الكرسي و زجاج السيارة الكهربي يرتفع بضغطة أصبع .......تنفصل عن العالم الخارجي و نسمات هواء باردة تتمايل مع كلمات فيروز.... شط أسكندرية يا شط الهوى...تلاحظ هذة المرة شاشة تليفونها التي تضيئ في تتابع ...تتذكر انه لازال علي الوضع الصامت....تحمله بيدها اليمني و تنظر إليه بطرف عينها ..اربع و ثلاثون مكالمة فائته....سبع و عشرون منه ....في ذهنها ...يبدوا ان نظرية الشجرة ستصلح فاليوم عدد مكالماته الفائته أقل منها في اليوم السابق .....تزيد من سرعة السيارة و ترفع من صوت الكاسيت ......تتوقف السيارة عند إشارة مرور. تحمل تليفونها للمرة الثانية تضغط علي زر الأتصال مرتين متتاليتن .....يكاد ينفذ صبرها من كثرة أنتظار صفارة الأتصال...عفوا هذا الرقم غير موجود بالخدمة...تقضب جبينها إستنكارا و تنظر إلي الأسم أمامها علي شاشة التليفون لعلها تكون أخطأت ...كلا إنه أسمه . تفضل أن تطلب الرقم بنفسها غير مستعينة بذاكرة التليفون الإلكتروني المُخَرِفه , صفر واحد صفر ........تلتفت سريعا لتنظر عبر مرآة صالون السيارة لترى من هذا الأحمق الذي التصقت يده بألة التنبيه رغما إنغلاق الإشارة ....تحرك السيارة بسرعة الي اقصي اليسار لتقف علي حافة الرصيف متفادية النظر الي هذا الشخص بعد أن أكتشفت حقيقة من الأحمق إذ ان الاشارة أضحت خضراء ...تكمل ضغط الأرقام في سرعة فذاكرة أصابعها تعرف جيدا أماكن كل شئ في هذا الجهاز الصغير .....عفوا هذا الرقم غيــ........تنظر من نافذتها الي الا شئ . إنعدم تركيزها في كل شئ .......مرت لحظات أخرى قبل أن تضغط بأصباعها رقما أخرا تعرفه جيدا....هدي ...محمود رقمه غير موجود بالخدمة ؟ ...هل هذا يعني أني حينما أطلبه في وقت أخر سأجده ؟! ...تصمت هدي ...دعاء ...يجب أن تتوقفي عن عبث الأطفال ..أتركيه يرحل ..لأنه بالفعل رحل ...و تعلمين جيدا أن من يرحل بهذا الشكل ..يصعب أن يعود إلا إذا أردت أنت تعيشي دائما في الظل ,يسرق لك لحظات لا يشعر بعدها إلا بالندم ...دعاء أتركيه...مشاعر متضادة من الغيظ و الضيق و الخوف يشملها شعور جارف بالحاجة إليــه .....أغلقت المحادثة مع هدى ...تفكر بالعودة إلى المنزل ...و لكنها تقرر أن تكمل الرحلة ..تقف بالسيارة أمام محل القهوة المفضل لديها...تنزل من السيارة تصعد السلالم في سرعة.. كل شئ فيها يعرف طريق منضدتها المفضلة ...تسبق بعينها محاولة التأكد من خلوها ... تنسارع خطواتها خشية ان يخذلها حظها مرتين متتاليتين ...محمود و مكانها المفضل في يوم واحد.. لا يمكن ...تجلس بهدوء بعد أن أطمئنت أنها لم تخسر مكانها ....تلمحها الفتاة التي تقدم القهوة ...و بأيمأت متبادلة, تتحرك الفتاة لتحضر لها فنجان القهوة الإيطالي المفضل....تخلع قفاذها و تضعة يمينا ...تمسك بيدها الفنجان و تقربه من فاها ...تتذكر, اليوم عيد ميلاد خالد ...ترفع تليفونها الصغير...هذة المرة يباغتها صوت خالد ..ألووو ...دعاء... كنت أعرف أنك ستطلبينني....كم يدهشها ثقته في نفسه الزائدة عن اللزوم و التي يراها الأخرين غرورا......خالد قليل الكلام الذي لم يمض على معرفتها به الا أيام قليلة . أستطاع فيها أن يثير فضولها....ليس كهؤلاء الذين يثيرهم مجرد وجود أنثي في حياتهم او علي أطراف أصابعهم من خلال شاشة كمبيوتر ....تتذكر فلربما كان الوحيد الذي بادأته هي بطلب رقم تليفونه المحمول ......تصمت في حين تعلوا أبتسامة من داخلها مع أرتفاع أحد حاجبيها في تحد ...يكمل هو ..عيد ميلادي....و لن أقبل بمجرد كل سنة و أنت طيب...ترد في خجل ..خالد ...هل تحب شرب القهوة....تستطيع بعد جهد أن تقنعة بأن يأتي إليها حيث هي .....خالد يعرف لغة الكلام .. و يتقن لغة الصمت ....كما انه يجيد جعل نفسه في موضع المطلوب لا الطالب........لم تلحظ إلا بعد إنتهاء المكالمة أن هناك مكالمتين فائتتين من محمد ليصل المجموع إلي تسع و عشرون ......يبدوا أن نظرية هدى أضحت محل شك.......تتعجب في نفسها من هذا الأبله الذي يظن أنها تحبه او علي أقل القليل كانت تحبه ,يجب أن يدرك أنه كان محاولة يائسه تنسى به غيره و لكنها بأت بالفشل....... عليه أن يدرك ذلك.....تنظر في ساعتها مضي ثلث الساعة و لم يأت خالد .....تطلب فنجانا أخر من القهوة ....يمر ثلث الساعة الثاني و كل تركيزها.. ..ماذا يفعل محمود في تلك اللحظات ...تخرج من عينها نظرة حقد و بداخلها تتأجج نيران الغيرة ....لأنها هي الأجدر بتلك السعادة مع محمود لا تلك التي أختارها أهله زوجة.له.....حتى و إن كان هومن أختارها......كيف له أن يتركها هي بعد كل ما كان بينهما.......تفيق بخطوات فتاة المحل لتأخذ الفنجان رقم أثنان بعد ان فرغ..... تنظر في ساعتها ...تبا لخالد....رنين التليفون يعلن وصول رسالة ....خالد... أسف يا دعاء أصدقائي حضروا مبكرا علي غير توقع للأحتفال بعيد ميلادي و لن أستطيع تناول القهوة هذا اليوم ...تلملم أشيائها في عصبية تاركة المكان ....تدير السيارة و تتحرك نحو المنزل.......توقف أخر و إشارة أخرى ...تضرب بيدها علي مقود السيارة ...تلقي بعينها يمينا ....يثير فضولها أقتراب الفتاة الشديد من السائق في السيارة التي علي يمينها...تتحرك تلك الفتاة هبوطا لتغير أحد أسطوانات المسجل......تُنزِل هي بسرعة زجاج نافذتها في حين لم تحرك عينها من مكانها......محم....و...د بإبتسامته المحفورة في خلايها ......تفتح الإشارة و تتحرك السيارات.....تتحرك سيارته يسارا و تتجه هي يمينا......تقف بسيارتها في مكانها العتاد ..تحت الشجرة ...تنزل من السيارة و مشاعر فتاة منهكة قد تملكتها.....تغلق بابها و تتحرك نحو المنزل....تدخل غرفتها مباشرة دون أن توجه كلمة للقابعين أمام شاشة التلفاز و تغلق الباب...تلقي بنفسها علي السرير ...تدفن دموعا في وسادتها البيضاء ......تسقط ورقة شجر أخرى علي السيارة.

السبت، أغسطس ٢٥، ٢٠٠٧

علمتني التجربة -3

الحياة طريق ذو إتجاه واحد من يحاول ان يسير فيها عكس السير لن يكون مصيره سوى ذكرى تحت عجلات سيارة مسرعة سريعا ما ستمحوها الايام.
الحب الحقيقي هو الذي يثير في قلوبنا قشعريرة و يرسم علي أفواهنا بسمة كلما تذكرناه
الكون ثابت و لكننا من نتغير.
أترك أشخاص الماضي كما هم و لا تحاول ان تستعيدهم لأنك لن تكسب شيئا سوى تشويها لصورتهم القديمة في ذاكرتك.
إن كل ما يتبقي لنا من أي شئ صورة فتوغرافية, فالتقط منها قدر أستطاعتك.
أن أجمل لحظات السعادة لحظات لم نرتب لها لتكون كذلك

الأربعاء، أغسطس ٠١، ٢٠٠٧

أحتاج لامرأة..

أحتاج لأمرأة وعد
تفتح باب الشمس إلي
و تأتي موكب سعدي
أحتاج لامرأة قمة
سامقة نخلة
تعشقني صلبا سهلا
أحتاج لأمرأة تتحدي حرف زماني
أمرأة تهواني اجرا
أحتاج أنا لامرأة مبدأ
بالداخل تبقى لا تصداء
بركان حنين لا يهداء
أحتاج أنا لامرأة روعة
تفتح باب الشارع للأطفال و تمسح دمعة
تتجول في فيافي الحزن و توقد شمعة
احتاج انا لامرأة طفرة
فالمرأة ندرة
..............
من شعر نزار قباني