رحمك الله يا زهرتنا..

الأحد، يوليو ٠١، ٢٠٠٧

قراءة في ..الإعلام والإمبريالية النفسية..للدكتور عبد الوهاب المسيري

كتب الدكتور عبد الوهاب المسيري علي صفحات موقع الجزيرة مقالة بعنوان -الإعلام و الأمبريالية النفسية- يتحدث فيه عن أن الأمبريالية الأمريكية أو العولمة الشاملة لن تقتصر في حياة البشر علي الجانب الاقتصادي و التقني أو السياسي بل ستدخل إلي نفسية الكائن المسمى إنسان لتعبث في تكوينة النفسي و المعرفي لتحولة أنسانا متسلعا - و التعبير للدكتور عبد الوهاب المسيري- و يتميز هذا الأنسان بأنه لا يهتم في حياته سوى برغباته التي يتساوي بها مع الحيوان لاغيا عقله و تاركا النخبة تفكر له و تطرح له و تدير سائر شؤنه السياسية الخارجية و الأمنية.....
تحدث الدكتور عبد الوهاب المسيري عن نجاح هذا النموذج المطور من البشر داخل المجتمع الأمريكي و أن الأنسان الأمريكي لا يهتم بأن يحلل او يفكر أو ينتقد ما يساق إليه من خلال أعلام موجه ( بفتح الجيم) و ( بكسرها أيضا) أو من خلال مسؤلية السياسين غير عابء بغير ما يمس مباشرة تلك الأحتياجات السلعية و التي تتزايد كل يوم و تتعمق بداخلة من خلال تلك المنظومة الأعلامية السياسية
و قد ذكر الدكتور عبد الوهاب المسيري أن هذا النموذج البشري لم يحقق نجاحا مماثلا في الدول العربية مع أختلاف درجاته في بلاد معينة عن أخرى و أن الشعب المصري علي سبيل المثال لا يثق تماما في ما تسوقه أليه المنظومة الإعلامية أو ما يرد علي لسان المسؤلين
و هنا أقول لعل السبب في ذلك يرجع إلي عدة عوامل منها
أن نجاح هذا النموذج في أمريكا يرجع إلي توفير أساسيات الحياة لمعظم الشعب الأمريكي وعدم المساس بالحد الأدني الذي يسمح للمواطن بأن يمارس حياته بكافة أنشطتها بما في ذلك التنزة و السفر في الأعياد و الإجازات و هو ما يضفي نوعا من الأستقرار المعنوي و حالة من الرضا النسبي عن النخبة و نوعا من أنواع الثقة بها, كما أن أتاحت مجالا من مجالات المشاركة في صنع القرارت الغير مؤثرة علي المستوى العام العالمي او العام الداخلي. كالمتعلقة بسلامة البيئة و حقوق الإنسان و تطوير التعليم و محاربة البطالة تشبع رغبات هذا النموذج من الإحساس بالمشاركة و المسؤلية ..و لأن النخبة هناك من الذكاء بمكان في أن تضع أمام هذا النموذج أنصاف حقائق أو حقائق مغلفة و تحاول تجنب الكذب المباشر الصريح و أعتماد خطاب دائم مسبوغ بصبغة قومية أو دينية يجعل هذا النموذج متعلبا داخل هذا الأطار المفروض عليه ظانا منه أنه مختاره .
و بالنظر إلي مثالنا فإن عدم تأمين أبسط متطلبات الحياة اليومية للمواطن المصري مع تعزيز و تعميق الجوع الأستهلاكي يجعله في حالة تمرد و ضيق و شك مُعينا له علي ذلك هوة الفارق المادي بين طبقات هؤلاء المسؤلين الذين يتكلمون عنه بما لا يراه هو أصلا و لا يلمسه و مستواه هو و معاناته و لذا يشعر و كأنهم يتكلمون عن شخص أخر غيرة
كما أن أستخدام النخبة للتوجيه الصارخ و المبالغ فيه من خلال منظومة إعلامية أغلب ما تنشرة كذبا جعل هذا الأنسان في حالة رفض مبيت النية لكل ما يصدر عن تلك المنظومة السياسية أو الأعلامية حتى و إن تصادف صدقة.و لكن ما نجده جليا في مجتمعنا هو أن النموذج الأستهلاكي من البشر في طور الأنتشار و ذلك بما نراه من حقائق و ظواهر تنذر بالخطر كأنتشار ثقافة التليفون المحمول و ثقافة الزواج باهظ التكاليف و حرب (المنظرة الأجتماعية) ...و هي ظواهر لم تكن موجودة في مجتمعنا سابقا.
و هنا يجب أن نقف لنتسأل ما هية القيمة من حياة الأنسان و ما هو دورة في الحياة و هل خلق الأنسان ليستهلك أم من أجل أهداف أسمى من ذلك بكثير؟؟؟!!

هناك ٣ تعليقات:

http://kasperb4.blogspot.com/ يقول...

موضوع رائع بدون مجاملة
وانا من اشد المعجبين بالدكتور عبد الوهاب
وتحليلك منطقي جدا وواقعي
تقبل تحيتي
بصراحة دي تالت مرة ادخل على الموضوع ومش فاكر ده اول تعليق ليه ولا لا
عموما انا بسجل اعجابي بتحليلك
ولو سمحت جهز نفسك عشان ليك عندي تاج يا صديقي
:)
ياريت متكسفنيش

wayfarer يقول...

جزاك الله خيرا عزيزي كاسبر
و ده أول تعليق
و انا كمان أسجل أعجابي
و انا في انتظار التاج و ربنا يستر

http://kasperb4.blogspot.com/ يقول...

التاج تحت امرك يا افندم

اتفضل عندي وشرفني بتعليقك

منتظرك

:) :) :)