رحمك الله يا زهرتنا..

الثلاثاء، مايو ٢٩، ٢٠٠٧

درجة الحرارة 49


عندما تعلوا الشمس الرؤوس و يملاء قرص الشمس صفحة السماء....يبدأ كل شئ في الإنصهار ...تمتد يدك لتمسك مقبض سيارة الأجرة في وسط ميدان التحرير ...سخونة تلسع أطراف أصابعك تترك معك أثرا يمكث لدقائق...تركب لتفاجاء بحرارة فرن محرك السيارة تلفح وجهك....يتبادر إلي الذهن الموقف العظيم فتخرج علي الافواه كلمة" ربنا كريم." مع تقدم عقارب الدقائق و الساعات لتقترب من الثانية ظهرا تشعر بأختناق أكثر مع غليان في كل ما يحمله الجسد من سوائل.....تعلوا الجباه اقتطابة جبين علها تكون مانعا لبعض من أشعة الشمس المباشرة او سدا أمام فياضانات العرق البشري....
و يرفع الجميع لافتة مكتوب عليها ممنوع الأقتراب ....قابل للإنفجار.....
الساعة الرابعة عصرا ...تحولت ملابسي إلي قطعة بالية تقطر ماءا لا تصلح حتى لتنظيف الأحذية .....و تشعر مع كل دقة من دقات عقارب الدقائق بتلك الخوطط المائية التي تأتي من أعلي إلي أسفل لترسم لوحة فنية تتشكل و تتغير علي جدران الجسد البشري
تنظر للأفق علي أستحياء مفروض فمن يجرأ أن ينظر في تلك العين النارية ...تسرق النظرات علك تجد في القادم من بعيد أمل في أن تعود إلي بيتك...تترأى لك أحلام اليقظة كوب من ماء بارد بل زجاجة كاملة أفرغها فوق رأسي ...رأسي لم يعد به مكان للأفكار فقد أنصهر كل شئ اضحت الأفكار فكرة واحدة ...البيت ....الماء البارد ...لا مجال لأن أفكر الأن في اي شئ غلاء الأسعار ,هموم الأمة,أزمة فلسطين,أزمة الحديد, أو حتى أزمة جواربي المثقوبة....فقط أريد أن أرى باب المنزل ....
ألحق به هذة المرة بصعوبة بالغة....بداخل "الأتوبيس" يعتصر اللحم البشري لحم بشري أخر مصانع حرارة متحركة علي قدمين...أتمني أن أكون الأن مثل هذا الذي يحمل لوح الثلج فوق رأسة ....او أكن لوح الثلج نفسه...لا أستطيع أن أحرك عيني... فقط أكتفي بما أتاحه لي هذا التشابك البشري من نافذة أنظر بها لما خارج هذا الأتوبيس.....

هناك ٤ تعليقات:

شيمـــــاء يقول...

انصهارك و انصهارنا داخلينا اكثر من خارجيا

فصل سخيف لا صيف ده مش كده بجد
؟

wayfarer يقول...

الحر بجد بيكون صعب جدا في الفصل ده و لكن لأنس خريج 2006 فذكرياتي كلها صيفية يعني أجمل لحظات حياتي كانت صيفية مع الأقارب و الأصدقاء في الأجازة
الحمد لله أمس مكنتش في الشارع و مكنش عندي شغل و لكن كان لازم أحط عبارة (كل منا يرفع لافتة ممنوع الأقتراب قابل للإنفجار) في تدوينة من وحي الحرارة الزائدة فتخيلت الموقف السابق و كتبته
أشكرك بشدة للمتابعة و الأهتمام بالرد

غير معرف يقول...

طيب تخيل المرة الجاية وأنت فى ميدان التحرير ....و الفرن شغال ...دش ساقع فوقك ....مجرد تخيل .....هيخليك مرتاح شوية


أو ممكن تجرب تشرب عرق سوس ...او أى حاجة ساقعة ...من الناس الماشية فى الشارع
(بس لو حصلك حاجة أنا مش مسؤلة !!

;)

wayfarer يقول...

أعتقد أن التخييل في موضوع الدش الساقع أفضل بكثير من تحقيقة لأنة لو حصل هتبقي مشكلة بجد....;)
لكن موضوع العرق سوس فانا مش بحب العرق سوس تماما
لكن ممكن الواحد في الحالات ديه بيكتفي انه يحمل علبة حاجة ساقعه علها تستطيع ان تسحب من درجة حرارة يديه ما يجعله يستطيع فتح أبواب سيارات الأجرة
تحياتي لك و شكرا للتعليق مع أمنية بدوام و تكرار الزيارة و التعليق