رحمك الله يا زهرتنا..

الاثنين، ديسمبر ١١، ٢٠٠٦

هل ستحافظين علي قارورتي؟؟


كان قلبي دائما و لا زال قارورة رقيقة الجدار تحوي بداخلها حباً ...بل حباً كثيرا, و لأن قارورتي سهلة الكسر وضعت حولها حصونا قوية-ظننت أنها قوية- لأحميها من نوائب الدهر لأضعها في النهاية بين يدي من تحبني و أحبها و للعلم لم يكن الأمر في البدء كما هو الآن ...فقارورتي كانت محفوظة في صندوق زجاجي, يستمتع برؤيتها كل من حولي, و ذات يوم طلبت مني أحداهن أن أخرجها لها لتراها عن قرب, قلت لها و لكن سيدتي كوني حريصة جدا فهي سهلة الكسر كم انها ليست للهو ...اجابتني لا تقلق مدت يدي داخل الإناء و اخرجت لها قلبي دون أن أكبدها محاولة أن تجرح يدها إذا ما حاولت أن تأخذ القرورة عنوة ,أخذتها و أحكمت عليها يديها في زهوٍ -أنها نالت تلك القرورة- ذكرتها أنها لم تأخذها إلا بحقها و وعد أن تعيدها مكانها قالت أتركها معي قليلا ...ضحكت ..رقصت .. ركضت و أنا خلفها قلقاً. سقطت من بين يديها ...نعم سقطت. تناثرت أشلائي ..رحت أجمع حبي و قطعا صغيرة من قرورتي ..طوال الليل و علي أضواء القمر المعكوسة في حبات دموعي .و ما أن انتهيت- بعد وقت طويل- من جمعها نظرت في عينيها فلم أجد سوى حزن طفلة كانت تلهو بلعبة فقدتها ليس أكثر.عدت فصهرت قارورتي في بوتقة الصبر و الأيام حتى أعدتها قارورة مرة أخرى حاولت أن لا يظهر عليها أنها قد كسرت من قبل و ظننت وقتها أنها عادت كما كانت دون أن أدرك أنها لم تعد .هذة المرة و ضعت قارورتي في صندوق زجاجي داخل صندوق خشبي ...و ليس ببعيد عادت أحداهن تلح علي أن أريها اياها, قلت لها هذة المرة لي شروط و وضعت من عقلي شروطا و أخبرتها أن كل شئ لابد أن يتم وفق خطوات قبل أن أسلمك أياها لم تكن تلهو او كانت لم اعلم حتي الأن و لكن هناك ما حطمني مرة أخري سواء كان بيديها ام لا فلن أظلمها ... و لكن حطامي كان هذة المرة أقل تناثراً فلملمته في هدوء و دون دموع فلقد كنت أنا من رسم خطوط كل شئ و عدت إلي بوتقتي من جديد لأصنع قارورتي مرة ثانية, و قد أدركت أنها لم تعد كما كانت من قبل في اول الامر, و انها لم تعد في شفافيتها التي كانت عليها من قبل هذة المرة وضعت قارورتي في صندوق زجاجي بداخل صندوق خشبي بداخل صندوق حديدي قائلا لنفسي هذة هي فرصتي الأخيرة فلن أترك قارورتي هذة المرة عرضة للكسر و لن أخرجها لأحد قبل أن أتأكد أن كل شئ معد و أن الأجواء المحيطة سانحة لكي أخرجها ,و لمن فقط تستحق. جائت أحداهن هذة المرة كانت مختلفة لم تطلب مني و لكنها كانت الفاعل بدأت في صهر الحديد و ثقب الخشب بسهولة لم تستطع معها دروعي الصمود و حراسي لم يروها كانت تتحرك كعبير الزهور ينفذ في المكان دون أن يرى و لكننا ندرك أنه موجود ,و ما ان وقفت امام الصندوق الزجاجي لم يكن يكفيه منها سوى نظرة ليتهاوى. أمسكت بالقارورة بين يديها و أنا في أستسلام- فلم يعد هناك أي مقاومة- و لكني نظرت في عينيها متوسلا بنظرات الحيران أن تحذر فإنها فرصتي الأخيرة ليكون لدي قلب

هناك ٨ تعليقات:

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
wayfarer يقول...

لا اعرف حقا ما السبب و لكن الرد لم يظهر و انا حقا في انتظاره

غير معرف يقول...

للمرة الرابعة أكتب ردا ولا يظهر

اسمح لي ان اجرب ان ظهر هذا فساعيد كتابة ردي

فقط توفيرا للوقت والجهد

غير معرف يقول...

أخيرا..

قلت عن كلماتك انها رائعة

الفاظها رقيقة جدا - غريبة ان تخط بيد رجل-وأستسمحك على هذا الرد

تحمل في سطورها حنانا راقيا لا تسعف الكلمات في وصفه

هذا على صعيد الألفاظ

اما المحتوى..فستكون محاولتي متواضعة جدا لتحليله

تحية كبيرة لشجاعتك في السرد وصراحتك بذكر ما سبق وتحمل قلبك

وأصفق لك بشدة لمجرد محاولتك خوض التجربة من جديد ولو للمرة الأخيرة

وتمنيات عريضة لكليكما بوافر الخير

كلمة لك...كن راضيا مطنئنا عما قدمته لها..فلربما تستحق..واستمر صادقا هكذا معها ومع نفسك فبهذا انت على الطريق الصحيح

كلمة لكي...كوني ممتنة شاكرة ..أغبطك على ما تحملين بين يديك..فصونيه قدر استطاعتك..فليس يكتب هذا الكلام من أي أحد ولا لأي أحد فاعرفي قدره وقدر نفسك

كلمة لكليكما...هذه بداية لطريق طويل ..عقباته كبيرة..ان قررتما خوضه فترويا..او فانهياه بقناعة..وسواء كان هذا أو ذاك..

رجاء...افسحا لعقليكما ليجد مكانا بين كل هذه المشاعر..اعطياه فرصة ليرى وترون من خلاله

أخيرا..اعتذر لاطالتي

وليصلني عنكما قريبا خير خبر

wayfarer يقول...

شكرا جزيلا لتكرار المحاولة في الكتابة و لقد كنت فعلا شغوفا بمعرفة الرد و أعجبت به حين قرأته و أخجلتم تواضعنا فكلماتي أقل بكثير مما وصفت
و لكن هل غريب فعلا أن يخط رجل مثل هذه الكلمات ؟ حقا لا أعرف و لكن ما أعرفه أمران أن للراجل قلب أيضا يحب و يتألم و لكن من الصعب أن نرى ذلك منهم و لكني هنا و هنا فقط و كما عنونة مدونتي أحتج علي صمتي و أفتح خزائن الداخل ليبوح بما فيه
كما انه اليس قلم الرجل هو قلم نزار و قلم الرجل هو قلم أحسان عبد القدوس و قلم أيليا و حافظ و غيرهم مع فارق التشبيه
اما بالنسبة للرسائل فكلها وصلت و أتمنى من الله أن يكتب لنا الخير حيث كان
و شكرا كثيرا

غير معرف يقول...

لم أقصد سوءا أبدا بما ذكرت عن استغرابي لصياغتك كرجل

على العكس قد كان هذا مدحا

ومن ذكرت من الأدباء دلالة على استغرابي لا العكس

فلو كانوا كثر ما عدوا

wayfarer يقول...

أندلس لم أقصد أنا ايضا أن يبدوا و كأن أستغرابك هذا ذما و لكني أعتبرته تسألا دار في خلدي انا أيضا و لكن كما ذكرت فالرجال نادرا من نراهم و هم يجبون و هم يبكون و لكن علي الاذكياء منكن أن تدرك مشاعر الرجال التي تنعكس بشكل مباشر و واضح في تصرافتهم و نظراتهم و تفاصيلهم الدقيقة
و شكرا للزيارة مع تمني دوام تكرارها

غير معرف يقول...

نفعل ان شاء الله