رحمك الله يا زهرتنا..

الثلاثاء، يناير ٣٠، ٢٠٠٧

صورة لم أضعها علي المصوراتي


أثناء عودتي من المهندسين في رحلة هي الأشق من نوعها ,إذ أنها توحي أنه لا أمل في أن أعود إلي منزلي قبل ساعتان
علي الأقل.
تحركت من المهندسين ممتطيا هذا (الأتوبيس) الذي تجول بي في أنحاء البر الغربي من النيل المهندسين ...الدقي ...التحرير و ما أن وصلت إلي محطة مترو الأنفاق بجوار الأوبرا و التي تدعى أيضا محطة الأوبرا و مع هذا الضيق و الأختناق الذي كادت تزهق روحي منه قررت أن أتصرف بإيجابية حيال الموقف و اني ما عدت أترك نفسي تحت رحمة هذا الشارع المكتظ بالسيارات عن أخره ,هبطت درجات ...ثم درجات أخرى ..سلالم متحركة -لا تختلف كثيرا عن سلالمنا في الحياة التى نقف عليها إما هبوطا أو صعودا - ووصلت إلي المحطة لأجد صورة لم تختلف كثيرا عن التي رأيتها فوق الأرض و لكن الفارق هو أنها بدلا من كلمة سيارات كان هناك بشر.
بعد مرور المترو الأول و فشلي في أن الحق به لم يكن أمام عندي إلا أن ألحق بالذي يليه دون لينٍ أو تفاهم-هذا ما أملاه علي عندي- و في محطة أنور السادات تركت المترو الجديد لأتحول إلي المترو القديم الذي علي الرغم من قدمه إلا أنه لا يقل كفأة عن جاره الجديد في حمل أطنان البشر من و إلى أعمالهم كل يوم.
و في وسط كل هذا و بعد مرور أكثر من محطة دفعني القدر إلى أن أتحرك من مكاني قليلا و أفك هذا التلاصق بين ظهري و الباب المغلق في المترو -المقابل لباب الصعود و النزول- لأنظر عن يميني لأجد هذا الطفل الملائكي النائم في وداعة مستندا علي الزاوية التي هي بين الجزء المجاور للباب الذي أستند عليه و بين ظهر المقعد الأول من ناحية يمين هذا الباب ,سرعان ما قمت بأخراج هاتفي المحمول و ما أن أدرته و بدأت صور الأشياء تظهر عليه حتى وجدت بعض الأعين و قد لمحتني و تنتظر لترى ماذا سأفعل و ماذا سأصور ...و بملاحظة سريعة أيضا اكتشفت أن أحد أقارب هذا الطفل يقف بجواره و بالتالي فإن أي محاولة لي لأختيار زاوية تصوير أفضل أو أن أقترب أكثر لن تكون محمودة العواقب ..و لكن ليس أمامي إلا أن أسجل هذة اللقطة ...عدت لأسند ظهري كما كان و بدأت في تحريك التليفون ببطء حتي أستطعت أن ألتقط الصورة التي تعلوا التدوينة .حيث يظهر فيها الشخص أسمر اللون الذي كان علي يميني و جزء من حقيبتي التي أعلقها علي كتفي الأيمن و تذكرة المترو في يد من بجواري لتضيف أثباتا أخر على مكان التقاط الصورة
ودت فقط أن أضع بينكم ظروف ألتقاط الصورة دون تعليق علي الحدث و أنتظر منكم أنتم التعليق

هناك تعليقان (٢):

شيمـــــاء يقول...

روعة التفاصيل و صورة الولد فى منتهى الرقة والحنان

عجبنى سردك جدا

wayfarer يقول...

كم كنت أتمنى حقا أن تستطيع كلماتي حمل تلك المشاعر التي أنتابتني حينما رأيت هذا الطفل الملائكي النائم في سكون و أطمئنان ليخرجني أنا من جو الضيق و الأرهاق و يمدني بطمأنينة سرت في قلبي و روحي
شكرا علي التعليق و أتمني تكرار الزيارة مرات